طرق فعالة للتعامل مع العواطف في التداول

7/8/21, 10:05 AM

يستخدم معظم المبتدؤون في التداول حسابًا تجريبيًا حتى يُتاح لهم معرفة المزيد عن طبيعة هذا السوق المالي وتحديد أنماط السلوك الناجحة، ولكن وحده التداول بأموال حقيقية هو الذي يتيح لهم خوض تجربة طيف واسع من المشاعر المرتبطة بسوق الفوركس. تغمر معظم الوافدين الجدد إلى هذا المجال إثارة كبيرة إذا ما حققوا ربحاً، وإذا ما أفضى التداول إلى خسارة، ستراهم منزعجين وغاضبين، بل وحتى مُنهكين.

التوتر النفسي المستمر ينال من المتداولين، فتراهم يبدؤون في ارتكاب المزيد والمزيد من الأخطاء.
يمكن أن يؤدي الخوف والجشع إلى حساب صفري، وسنخبرك اليوم عن أسباب تعرض المتداولين للاهتزاز العاطفي وكيفية التعامل مع الجانب النفسي.

لماذا يصعب على المتداولين الحفاظ على هدوء أعصابهم؟

من خلال إجرائهم دراسات عديدة حول التداول، تمكن العلماء من تحديد السبب الأول للضغط النفسي، والذي يكاد يودي بصاحبه إلى الانهيار العصبي، وتوصلّوا إلى أنه الحاجة لمراقبة الرسوم البيانية باستمرار. قد يبدو الأمر غريبًا، إلا أن الحاجة إلى تتبع تغيرات الأسعار هي التي تستنفد المتداول أكثر من غيرها، إذ يحب المقامرون اتباع حركة السعر، ويتحينون فرص الربح بفارغ الصبر عندما يرون أن الاتجاه يتغير لصالحهم.

اعترف العديد من المتداولين أن السبب وراء شعورهم بالرضا لا يأتي في الغالب من زيادة رصيد حساباتهم، ولكن من مراقبة تداول مفتوح، فتستثيرهم حركية الرسوم البيانية للأسعار وتحفز الأدرينالين في عروقهم. تؤدي الحاجة إلى تجربة هذه المشاعر مرة أخرى إلى نوع من إدمان مشاهدة الرسم البياني، ويستمر المتداول في القيام بذلك حتى عندما لا يكون هذا ضروريًا على الإطلاق.

يمكن اعتبار المراقبة المستمرة لمخطط الأسعار نوعًا من العقاقير التي ينتج عنها شعور بالنشوة والرضا، إلا أنها في الوقت عينه عادة مرهقة، ويبدأ بسببها المتداول في ارتكاب أخطاء لا تغتفر.

السوق المالي متقلب، لذا فإن نسبة الربح والخسارة ستتغير باستمرار، وسيشعر المتداول تارة بالرضا وتارة بالاكتئاب، مما سيستنزفه عاطفيًا ويجعله قليل التركيز وسريع الانفعال.
نتيجة لذلك، يرى المتداول إشارات للدخول أو الخروج من الصفقة في وقت لا وجود فعلي فيه لهذه الإشارات، وأي قرار متهور يؤدي إلى خسائر تتضاعف في متوالية هندسية.

تعلم كيفية التعامل مع المشاعر في تداول الفوركس

للتخلص من العامل العاطفي عند التداول في السوق المالي بشكل نهائي ، إليك الطرق الفعالة التالية:

استخدام إطاراً زمنياً أطول.

يعتبر أسلوب المضاربة اللحظية (سكالبينج) أكثر متعة من التداول اليومي على الرسم البياني، ومع ذلك، فإن هذا الأخير سيحرر المتداولين من الحاجة إلى مراقبة السعر باستمرار، وبالتالي تقليل التوتر العصبي.

تحديد الأهداف.

يجب أن يبتدأ المتداولون يومهم بتحديد أهدافهم، أي ولنفترض أن ربح اليوم يجب أن يكون 20 نقطة، وبمجرد كسب هذه النقاط العشرين، يمكنهم إغلاق نافذة الطرفية والخلود للراحة؛ إنها عادة صحية يجب تبنيها، ومعها لن يعود المتداولون بحاجة لمتابعة الرسوم البيانية على مدار الساعة لأن الوقت الذي يقضونه في التداول سيصبح أقل، وكذلك الضغط النفسي بالنتيجة.

رجاءً ضع في حسبانك أهمية أن ترسم لنفسك سقفاً للخسارة حتى لا تتسبب الخسائر الجسيمة في إعيائك. .

تقليل حجم عقود التداول (اللوت) 

الحقيقة هي أن تقليل حجم وضعية التداول بمقدار 5 مرات على الأقل يسمح للمتداولين باتخاذ قرارات أكثر عقلانية ومنطقية، فيتلاشى التشويق والإثارة ويُنفَّذ كل تداول بطريقة مدروسة ودقيقة.
عند هذه النقطة، سيبدأ المتداولون في استخدام المنطق عند فتح الصفقات، واستشعار الوقت الأمثل لإغلاق وضعياتهم، وتفسير إشارات التداول بشكل صحيح.
فقط عندما تتقن هذه المهارات يمكنك الانتقال إلى التداول بمبالغ مالية أكبر.

تذكر أنه عندما ينتابك القلق على الجانب المالي من التداول، فإنك بهذا تقمع نشاطك الذهني ولا تسمح لدماغك باتخاذ قرارات عقلانية، والتي هي في نهاية المطاف جوهر التداول.

 لسوء الحظ، من غير الواقعي تهيئة المتداولين للتعامل مع جميع المشكلات النفسية في حساب تجريبي، لأنهم لن يشعروا بأي شيء عند التداول بأموال افتراضية.

moreCourses